كتب محمد الميل:
بعد ظلم القضاء الكويتي الناس بالأحكام الطائشة والمديدة، والتي تسبَّبت بدورها إلى تهجير المحكوم عليهم، وقبوع آخرين منهم في المعتقل؛ وأخيرًا ارعوى القضاء عن غيِّه وبطشه بإلغاء عقوبة الإساءة للرؤساء واعتباره غير عدائي! تُرى ما الذي استجد وتغيَّر؟ أَحصار قطر قد رُفع؟ أم الإساءة للكويت ورموزها من مواطني الدول الشقيقة قد توقف؟
لن ينسى المكلومون أحكامكم؛ كنتم السباقين في إرضاء “أشقائكم” على حساب أبنائكم، ودول الحصار -وأنتم أشقاء لهم- يحتضنون من حكمتم عليهم، ويغضُّون الطرف عن مواطنيهم ممن أساؤوا إليكم!
ماذا عمن وصمتموه بالهارب من العدالة؟ أهو اليوم عن العدالة هارب حقًا، و”العدالة” نفسها قضيت بوقف تنفيذ الجزاء عمن يُسيء؟!
وماذا عمن هو في السجن قابع؟ هل ستعتذرون لهم؟ وتعوِّضون ما ضاع من أعمارهم؟ وترأبون صدع شملهم؟ وتُفهمون الشعب بأنهم أحرار وشرفاء؟!
تيقنتم الآن بأنكم الأضعف، وأنَّ بتملقكم لـ”أشقائكم” قد وقعتم في حرج لا مناص منه أمام المنظمات الدولية، وصرتم الآن في وجلٍ من اللاجئين السياسيين من مواطنيكم في الخارج!
تضييق الحريات في الكويت وملاحقة أصحابها سيشكّل جبهة خارجية ضاغطة ومعارضة لها؛ وهذا ما لا يحتمله وضع الكويت السياسي.
إنه ليؤسفني ما يحدث على الشباب الكويتي من ملاحقة وتشريد واعتقال لمجرد رأي غرّد به يحسب في ذلك أنه عصفور حر في بلدةٍ عُرفت بالحرية والديمقراطية لولا تسلّط غير أهل الكفاءة والنزاهة!
وخوفًا من أنْ يتنامى هذا التوجّه المقيت -تضييق الحريات وملاحقة أصحابها- في وطننا العزيز وغيره من الأوطان الصديقة والشقيقة؛ لا بدّ من وقفة متكاتفة تُعاكس هذا التوجّه بقوة؛ لأن التوجُّه السياسي في أيِّ بلدةٍ يهزُّها رأي هو مبدأ “فرّق تَسُد”!
الكويت ستشهد معارضة شرسة من الخارج؛ تُطالب بتغيير نظام الحكم هذه المرة بدلًا من الاكتفاء بالمطالبة بإسقاط الحكومة أو إحداث إصلاحات في القوانين.
يسعى كثير من الكويتيين إلى الحصول على حق من حقوقهم المكفولة دوليًا بعد أن ضاقوا ذرعًا ببلدهم.. إنه حق اللجوء إلى دولة تتمتَّع بحرية التعبير، وترحِّب برأيك أيًا كان مذهبه، ليس فيها قوانين مبهمة ذات مصطلحات ضبابية مطاطة!
لا تعجب إن رأيت سَفارات الكويت في الدول الأوربية محطات للمظاهرات والاعتصامات ضدها؛ كباقى مقار أشقائها الموصومة دولهم بالـ”قمعية”!
كمواطن كويتي لاجئ في بريطانيا؛ سأستمر بالنضال بمخاطبة المنظمات الدولية المعنية؛ لأوضِّح لهم حال الكويت المتردي.
الكتّاب المنشورة موادهم على الموقع لا تُعبِّر بالضرورة عن رأي الهيئة.