وافت أمير الكويت صباح الأحمد الصباح المنية اليوم، بعد سنوات من الحكم طويلة، رافقتها أحداث عصيبة على الدولة الصغيرة، ختمها تاركًا خلفه قضايا عِدَّة أبى حلحلتها أيام سطوته.
اتخذ الأمير الكويتي الراحل مبدأ القبضة الحديدية ضد معارضيه وأي صوتٍ بارز، ولهذا السبب طلبتُ من هيئة اليد العليا أن تضع دولة الكويت تحت بند “ذات اهتمام بالغ”، والجد في الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان فيها، كانت حرية التعبير والاعتقاد على رأس تلك الحقوق المنتهَكة.
لقد فعَّلت الهيئة أدواتها واستعملت علاقاتها للضغط على الكويت إبَّان حكم الأمير الكويتي الراحل للكفِ عن ممارسات تكميم الأفواه، لئلا تصل إلى وضع يمكن أن يطلق عليه أنه انسداد سياسي، يُحرج السلطة ويُجبرها إما على التنحي أو الاستجابة للمطالب مُرغمةً.
للسُلطات الكويتية اليوم معارضة في الداخل والخارج؛ فإن هي أحكمت السيطرة على الداخلية وأَدَّبتها، فمن ذا يا ترى يقدر على الخارجية منها؟
بيد أن اكتراثنا هذا بملف دولة الكويت ليس عبثيًا أو لشُحٍّ في القضايا والملفات الأخرى، بل هو من صميم اضطهاد فعلي مورِس على هيئة اليد العليا، وعليَّ شخصيًا بصفتي مستشارها العام وموجِدُها.
محمد الميل
٢٩ سبتمبر ٢٠٢٠م
المنفى، لندن