التحديـث الأخيـر للمحتـوى: 17/01/2020
إشــارة: كُتِب هذا الدليل لأغراض احترازية، ولا يعتبر ما فيه نصائح قانونية.
قاعــدة: أنت من سمحت لأطراف ثالثة ورابعة أن يجمعوا بياناتك من خلال موافقتك على سياسية خصوصية أي تطبيق تقوم باستخدامه، لذا لا يمكنك مقاضاتهم أو مطالبتهم بالتوقف عن تتبعك. عليك باستخدام تطبيقات ومواقع أمينة وتحترم خصوصيتك وحقوقك الإنسانية. موقع ToS;DR يعطيك ملخصًا لسياسية خصوصية المواقع، ويبين لك مدى خطورتها على بياناتك.
في هيئة اليد العليا، ونحن نحمل راية الانتصار للحقوق والحريات، أدركنا تمامًا خطرًا جديدًا يستسهله عوام الناس على الرغم من أنه ينتهك خصوصيتهم، والخصوصية عندنا كجهة نرعى الحقوق هي من حقوق الإنسان، وواجب من واجبات الحكومة يجب عليها صيانتها من المساس والتعقُّب.
أيها القارئ، تخيل أن يعلم أحد غيرك بدقة ودون إذن منك عن المواقع الإلكترونية التي قمت بزياتها، كلمات البحث، والوقت الذي قضيته في كل موقع، نقراتك، ثم منها يكتشف ميولك السياسية وتفضيلاتك الجنسية، سيصدمك هذا الأمر بالتأكيد ويصيبك بالقلق أو حتى الهلع، صحيح؟!
هذا ما تعمله المتصفحات التي نستخدمها، والتي عادةً ما تكون من تزويد شركات متعطشة للبيانات، شركات لا تطلب منك مالًا للحصول على خدماتها، لأنها وجدت حيلةً أخرى تدر عليهم أضعاف ما يمكنك دفعه كمستهلك.. الإعلانات وبيع بياناتك لأطراف ثالثة.
أولًا: افهم ما يحدث
معرفة السبب هو نصف العلاج كما يقال، فإذا فهمت ما تفعله الشركات ببيانتك، كيف تستفيد منها، وكيف تجمعها، ستصل إلى طريقة استدراك هذا الأمر قبل استشرائه. تسجيل أكبر قدر من تحركاتك في متصفح الإنترنت هو مراد المعلنين، فكلما زادت البيانات الخاصة بك لديهم، كان بإمكانهم عرض إعلانات مخصصة لك، تتناسب مع رغباتك، وبذلك سيضمنون تفاعلك مع إعلانات هي بالفعل من اهتمامتك وشغفك.
تقف على مقربةٍ من محلِ بيتزا، تذهب إلى البيت، تفتح هاتفك، تتفاجئ بإعلان المحل ظاهر لديك! بالتأكيد حصل لك موقف مشابه لهذا.
كيف يحدث هذا؟
للمتصفحات أداة يطلق عليها بصمة الجهاز (FINGERPRINTING)، وهي المعنية بجمع نوع جهازك وطرازه، تفاصيل المتصفح الذي تستخدمه، المكونات الإضافية على المتصفح الخاص بك (ADD-ON)، الموقع الجغرافي، والمنطقة الزمنية، وما إلى ذلك.
لماذا يوفر جهازك هذه المعلومات لطرف ثالث أصلًا؟
بالأصل، صممت هذه الخوارزميات في الأجهزة لتحسين تجربتك في مواقع الويب التي تزورها، على سبيل المثال، تريد مواقع الويب التي تزورها معرفة نوع جهازك لتوفر لك حجم شاشة وخطوط تتلائم معه.
ثانيًا: كيف تحمي تخصوصيتك؟
توفر منظمات غير ربحية متصفح آمن يحدد من جمع أطراف ثالثة لبياناتك التي تشاركها عن غير قصد؛ مما يساهم في مكافحة تخزين بصماتك، كخبراء نمطئن عادةً إلى متصفحات مفتوحة المصدر.
✓ تور TOR (نوصـي بـه، وهـو الخيـار الأفضـل للخصوصيـة)
✓ داك داك قو DUCKDUCKGO (نوصـي به)
✓ بريـڤ BRAVE
✓ فاير فوكس FIREFOX
احذر من منتجات قوقل (GOOGLE) وفيسبوك (FACEBOOK)، فإنها مصممة لمراقبتك باستمرار.
علاوةً على استخدام متصفحات تحمي خصوصيتك من زحف خوارزميات متصفحات ومواقع الويب، يتوجب باستمرار تفعيل الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN)، وقراءة شروط وأحكام أي موقع وخدمة قبل التفاعل معها.
ثالثًا: لماذا الرُعب فيما يتعلق بالخصوصية
حين تأتي النوبة على الخصوصية وضرورة السعي في صيانتها، ترى أكثر التعليقات بمضمون واحد: كمواطن ملتزم بالقانون، ليس لدي ما أخفيه أو أخافه، ولا أخشى أن يتجسس علي أحد!
إننا نصر على أولئك أن يعيدوا التفكير في هذه المسألة، فهي أكبر بكثير من مجرد كونك تسير على القانون وتلتزم به أو العكس. أن تكون مراقبًا من قبل برامج تحتوي على خوزارميات مخصصة لتعلُّم نشاطك على مدار الساعة وعلى مدى ٣٦٥ يومًا في السنة، يعني ذلك أنها قادرة على التنبؤ بمزاجك وما تشعر به والاستفادة من ذلك، مما يعني أن الشركات الراعية والمزودة لهكذا خدمات وتطبيقات تعرف عنك ما لا تعرفه عن نفسك!